Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
جمـــعية المجـــاز المعطـــل بآسفــي
1 janvier 2007

(هواء المدن ( آســفي

المدن أهواء و أمزجة،وإلا كيف يختل التوازن هكذا دون رحمة مع أني مسافر وبعيد ؟ المدن أهواء وأمزجة وإلا كيف أفيض على الأطراف ولا تنتعش مدينة آسفي كما اعتدتها قلت لأشجار الطريق وأنا أعبر من سبت جزولة إلى المدينة لحضور لقاء ثقافي أني قوي بما يكفي لألج مغارات المدن ،كي ألج مدينة آسفي  في الليل وأطأ ارض العبديين دون أن تراودني في الذهن غربان خضراء وأحصنة تتمشى على مهل، اعتدت أن أحلم بالكوابيس حين أزور هذه المدينة

قلت لأشجار الطريق ،أن حزنا ما يسيل كلما مررت بآسفي ولا أعرف الأسباب. وحين يطوقني حتى تؤلمني عروقي وأفكر في الموت أسير في الشارع وأجول في كل مكان أتعب من التسكع في المدينة القديمة فأقصد فندق  "الصويرة" وأدفع خمسا وعشرين درهما فقط،لكنني أعاف القراءة والكتابة وأحس بالوحشة ولا ارغب في الأكل ثم أنام  فأحلم برجل يحلم بي في حلم غريب  ولا أعرف أأنا الحالم أم المحلوم به في دنيا الملكوت.

قلت لآسفي في النهار أريد أن أتصاحب معك فضحكت .كانت ساخنة ومتجهمة ويلتصق بي الثياب وأنا أذرع أزقتها العتيقة فتتبلد مشاعري وأستنشق هشاشة البشر..

آسفي هذا الصيف أيضا جريحة وجمالها مخدوش كما تخدش ريح الصيف وجوه الصحاري،ركبت الطاكسي فلم تترك الروائح العفنة أنفي طوال الطريق،كمن وجد نفسه داخل بحيرة من الكبريت،يقولون بأن آسفي ملوثة من الدرجة الثانية عالميا،وقريبا تصبح ككوكب مهجور..

وآسفي استقبلتني في صيف مرتفع الإيقاع لتحدتني عن المدينة، لكنني لم أكتشف سوى قرية كبيرة وكان "سيدي بوالدهب" يضحك من فكرة المدينة ويؤكد بملامحه على مواقف أدونيس.أحببت آسفي رغم ذلك لأنها وديعة وأهلها أكثر الناس طيبوبة وبناتها لاغبار عليهن  لكنني أشفقت عليها وقلت لها لنتصاحب في النهار فضحكت وقالت  لو كان غيرك يستطيع!

ومدينة آسفي فيها وفيها وفيها....فيها  طوابير العطالة والمناصب تباع بالملايين فيسرقها المنتخبون ويرثون الأرض اغتصابا ويكبر أبناءهم وبناتهم  فيسافرون إلى الخارج لتمضية العطلة بالمال العام  بينما أظل أنا وأمثالي في القاع لا شيء يحميني من تلوث مياهها وهوائها .فيها الزمن متخثرا بالبنات قرب قصعة الكسكس الفارغة في وسط المدينة تبحثن عن زوج.

قلت لآسفي قبل أن أغادر: ماذا بوُسعك أن تحكي؟ماذا تستطيع آسفي أن تحكي؟هدوء البحر أم هشاشة الفنان؟أم شساعة الحب ؟كنا جماعة،وكل شيء عديم النضج صيفا، ها أنا أفر ولا عزاء لي، فقد تناثر الأصدقاء...

                                                            Kikah.com  جريدة الكترونية ثقافية مستقلة- بتصرف

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité
Archives
Publicité